الباطنية الفرقة التي ارعبت الدول بالاغتيالات
💀- الباطنية :-
الباطنية هي فرقة جعلت الباطل أساسًا لفهم أمور الدين وتلجأ إلى تأويل النصوص، وتضم هذه الفرقة القرامطة والخرمية والإسماعلية والحشاشين، واشتهرت هذه الفرقة بالعديد من محاولات الاغتيالات على مر التاريخ.
وقد ظهرت حركة الباطنية في العصر السلجوقي بصورة أقلقت سلاطين السلاجقة، فقد استطاع زعيمهم الحسن بن الصباح الاستيلاء على قلاع حصينة في فارس، أشهرها قلعة (أَلَموت) بنواحي قزوين التي ظلت معقل الحركة الباطنية لما يقرب قرنين من الزمان.
وقد حاول نظام الملك أن يضع حدًا لنفوذ الباطنية وأمر بمطاردتهم في كل مكان، وأرسل جيشًا للاستيلاء على ألموت ولكنه قتل في رمضان سنة 485هـ/ أكتوبر 1092م ورجح المؤرخون قيام الباطنية بقتله.
وقد قام السلاجقة بمحاولات متتالية لتصفية قواعد الباطنية ومحاصرة نشاطهم و نجحت بعض تلك المحاولات وواجه بعضها الفشل.
وكان السلطان ملكشاه أول سلاطين السلاجقة الذين حاولوا مواجهة خطر الباطنية فأرسل إليهم جيشًا بقيادة أرسلان طاسن ولكنه هزم هزيمة منكرة.
وتعتبر الجهود التي قام بها السلطان غياث الدين محمد بن ملكشاه ضد الباطنية أخطر ما واجهته هذه الحركة في عهد السلاجقة، ففي سنة 500هـ/ 1107م توجه السلطان محمود بنفسه إلى أصبهان لحرب الباطنية الذين كانوا يعتصمون بقلعة (شاهدز) المنيعة بزعامة أحمد بن عبد الملك بن عطاش وقد نجح السلطان محمد في الاستيلاء على هذه القلعة وقتل زعيمها ابن عطاش وكثيرًا من الباطنية في ذي القعدة 500هـ/ يونيو 1107م.
وفي عهد السلطان معز الدين سنجر (511-552/ 1117-1157) قتل الباطنية وزيره معين الملك أبا نصر أحمد بن الفضل سنة (521هـ/1127م) وأدرك السلطان مدى خطورتهم، فاتبع معم سياسة المهادنة.
ورغم وفاة زعيم الباطنية الحسن بن الصباح سنة 518هـ/ 1124م فإن السلاجقة لم يستطيعوا استرداد قلعة ألموت منهم، فظلت تحت سيطرتهم حتى استولى عليها المغول سنة 654هـ/1256م، ولم ينحصر نشاط الإسماعيلية الباطنية في عهد السلاجقة في بلاد فارس بل امتد إلى الشام وكانت له أثاره المدمرة، وأتسع نشاطهم في حلب في عهد أميرها السلجوقي رضوان بن تتش بن ألب أرسلان (488-507/1095-1131م) وحينما تصدى لهم أمير دمشق تاج الملوك بوري بن طغتكين سنة (523هـ/1129م) وقتل منهم آلافًا تربصوا به وهاجموه سنة (525هـ/ 1131م) وجرحوه جراحات خطيرة توفي متأثرًا بها في العام التالي.
وقد أثرت المتاعب التي أثارها الباطنية في وجه السلاجقة في قدرتهم على القيام بدور أكثر إيجابية في التعامل مع الصليبيين.
وجدير بالذكر أن الفكر الباطني في الأصل هو حَلْقة في سلسلة المحاولات التي قامت بها سلالات الأرستقراطيات الفارسية التي فقدت امتيازاتها بانهيار حكم الأكاسرة، وهي ترمي إلى استعادة ذلك المجد الغابر.
ولتحقيق هذا الهدف لجأتْ إلى أساليب وشعارات جديدة، تتفق مع المنعطف العقائدي والحضاري الذي تحوَّل إليه الشعب الفارسي بعد الفتوحات الإسلامية، وهذه الأساليب الجديدة تتجلى في الشعوبية والباطنية والتشيُّع الغالي، وإحياء اللغة الفارسية.
-------------------------------------
عبر مدونة معلوماتكم
Post a Comment